كيف تعاملت ألمانيا مع جائحة كورونا؟
تعاملت بالعلم
سأوجز مشاهداتي كمصري مقيم في المانيا في نقاط بأمثلة:
يخرج رئيس الدولة صاحب المنصب الشرفي بشكل أسبوعي ويبث رسائل إيجابية للمواطنين، وتوعوية أيضا ويتصل بالعاملين بالمستشفيات والسوبرماركت وكل من كان مسموح له بالعمل لتشجيعهم.
تخرج المستشارة الألمانية المسؤول السياسي الأول وتصارح الشعب وتقول يجب أخذ الأزمة على محمل الجد، وتقول سأتبع كافة التكليفات للوزراء المختصين، وأهم شئ بأحاديثها التأكيد فى كل مرة على أننا فى كل قرار يكون عبر الأخذ بنصائح العلماء العاملين بمجال مكافحة الفيروسات، وكذلك فكرة أنها إنسانة وعندما كان يوجد إشتباه بإصابتها إلتزمت منزلها إسبوعين.
رئيس معهد روبروت كوخ يخرج بشكل يومي يخبر المواطنين بالوضع والنصائح التي يجب إتباعها وكيف أنه نجح مع زملاءه عندما أقنعوا الحكومة بقرار الحظر لم يحدث إنفجار بالنظام الصحي (أي يأتي المريض إلى المستشفي ولا يجد له مكان كما حدث ببعص الفترات بإيطاليا) والذي بالمناسبة هو أقوي الأنظمة بالعالم.
وزير الصحة يقول أنا وزير سياسي ولا أستطيع الخروج على نصائح العلماء وكان ذلك بحضور أكبر عالم فيروسات بمستشفي شارتيه وسيكون دوري مقتصر على توفير كافة التجهيزات وبالفعل ينجج على زيادة عدد أسرة العناية المركزة من 28000 إلى 40000 سرير.
خرج وزير المالية بعد قرار الحظر بأسبوع بخطة الدعم (والتي تكون بالمناسبة جاهزة من فريق يسمي فريق الكوارث: ماذا سنفعل لو حدث كارثة وهذا فريق علمي بكل مراكز الدولة) والتي تطبق من اليوم التالى.. كمثال في حالة تقصير وقت العمل وكيف أن الدولة ستتحمل 60% للعازب و 67% للمتزوج من الراتب.
زار وزير الإقتصاد الشركات المتضررة وحصر الخسائر من أرض الواقع وأصدر قرارات الدعم.
حارب وزير العمل مع العاملين كي لا يخسرون وظائفهم ويستمع إليهم ويذهب ويتفاوض مع أصحاب الأعمال ويتم الوصول إلي صيغة تنفيذية.
استمعت وزيرة البحث العلمي والتعليم إلى طلبات الباحثين العاملين بحقل إيجاد المصل وتوفير الطرق السريعه للإختبارات وأصدرت حزم الدعم المادي لهم ولا تنسى الطلاب المتضررين وحتي الطلاب الأجانب والذين بالوضع العادي ليس لهم أي حق بمساعدات الدولة.
تابع وزير الزراعة والتغذية مع شركات المواد الغذائية والسوبر ماركت الأوضاع من توفير كافة الإحتياجات وعملت على حل أزمة العمالة الموسمية والتي تأتي من شرق أوربا بوقت موسم الحصاد.
قام رؤساء الولايات بالتنسيق مع الحكومة المزكزية والعمل على تنفيذ كافة القرارات والتي يتم إتخاذها بعد الإجتماع الذي يكون كل أسبوع إلى إسبوعين، وكذلك السعي على مدار الساعة لتوفير كافة الإحتياجات وبالأخص للمستشفيات.
تابع وزير الداخلية تنفيذ التعليمات وأن تسير دوريات الشرطة بشكل مستمر بكل مكان وبكل وقت لمتابعة المواطنين ومدي الإلتزام بالتعليمات
وزير الخارجية والسفارات الألمانية والعمل على مدار 24 ساعة لإجلاء السياح المنتشرين بكل أنحاء العالم - وبالمناسبة كان أكبر عدد ببلدي الحبيب مصر - وكذلك العالقين بوقت قياسي دون تحمل مصاريف إضافية والعمل مع الوزرات لترتيب مسألة الحجر الصحي عند العودة والذي إنتهي بأن الحالات الحرجة فقط تتوجه إلى المستشفيات والحالات العادية تم الترتيب مع الأهالى قبل الوصول على وجود غرفة مستقلة لكي يبقي به مدة أسبوعين ومن يخالف يدفع غرامة مالية كبيرة ويعرف ذلك من خلال جهاز التتبع، ومن ليس لديهم الامكانية فقط هم على الحجر المنزلي يتم توفير البديل لهم، ولكن كانت نسبة 90% لديهم إمكانية الحجر المنزلي.
كان الإعلام الأداة الأولى على مدار الساعة بتوجيه النصائح والتعليمات من مصادرها الرسمية والعلمية وظهور المسؤولين طوال الوقت، وكيفية أن يتماشى مع الأوضاع الجديدة وأن يجد حلول إبتكارية، مثال: برامج الطبخ فى معظمها قائمة على مشتركين ومشرف طباخ ومحكم لكل أسبوع بنهاية الحلقة، يأتي الطباخين ويكونوا بمثابة المشتركين الذين تعذر وجودهم بسب الأوضاع، وتقريبا كل الوصفات لتقوية جهاز المناعة، ومثال اخر برامج السينما ترشح الافلام ويتم بث بعض الافلام التي شراء حق بثها عبر قنوات الدولة.
دور العبادة وكيف وجدت لنفسها طريق لمساعدة الناس بالجانب الروحي وكذلك منظمات المجتمع المدني ودورها بالتخفيف عن كبار السن والذين هم أكبر شريحة بحال تعرضها للإصابة يكونوا فى وضع الخطر ولذلك كان يجب أن يظلوا بالمنازل طوال الوقت.
وفي النهاية كان إلتزام المواطنين والحرص على تنفيذ كافة التعليمات أهم عنصر من عناصر التجربة الألمانية.
ضياء الدين حسن - باحث بجامعة جوته فرانكفورت